حملة الشتاء الدافئ

حملة الشتاء الدافئ

هل الشتاء دافئ في كل مكان ؟

يقبل الشتاء فيقبل الخير، أمطاراً وثلوجاً .. يقبل الخير الذي يشعرنا بالفرحة والبركة، ويساعدنا ليلتم شمل الأسرة تحت سقف واحد بحثاً عن الدفء والسكينة ..

مشاعر الشتاء الدافئ هذه تتولد لدينا ونحن في بيوتنا ننعم بدفء الشتاء ومتعته التي نعيشها مستندين إلى مستلزمات الشتاء المتوفرة لدينا، في كل بيت ولكل شخص، ولكن مع ما شهدته منطقتنا العربية في السنوات الأخيرة من صراعات يبدو أن الشتاء لم يعد دافئاً بالنسبة للجميع، فهل يتم استقباله بنفس السعادة في كل مكان؟ أم أن هناك من يستثقل مجيئه؟ هل هناك من يخشى قدومه لأنه يعلم أن صعوباته أكبر من قوة احتماله؟

الشتاء الدافئ مفقود في مناطق الأزمات 

خلال الشتاء في أماكن الأزمات التي تتعرض لها منطقتنا العربية ترتفع الإحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها، فيفتقد الكثيرون لفرحة الشتاء، يفتقدون لهذه السكينة التي تلف أيامه ولياليه .. ويشتاقون لإحساس الدفء الذي يقيهم برده وصعوباته ..

يقضون فصل الشتاء بمعاناة كبيرة تبدأ من اللباس المناسب، أبسط مقومات اتقاء الظروف الجوية القاسية، وتتدرج المعاناة لتصل إلى اضطرارهم ليكون مأواهم بيوت مهترئة الأسقف، مهتّكة الأبواب والشبابيك، فلا تغني ولا تسمن ولا تمنع شدة البرد ..  

يجتمع على أهلنا في الشمال السوري، وفي فلسطين، وفي اليمن برد الشتاء وأزمة الاقتصاد .. يجتمعان عليهم معاً في وقتٍ واحد،  فقد وصلت نسبة الفقر في فلسطين إلى 29.2%، وفي سوريا بلغت 84.3%، أما في اليمن فقد بلغت معدلات الفقر 75%، هذه الظروف الاقتصادية الصعبة تجعلهم عاجزين عن مواجهة قسوة الظروف الشتوية واحتياجاتها المتزايدة ..

في أشهر الشتاء أكثر من يعاني هم الأطفال، الحلقة الأضعف في كل الحالات الإنسانية، أجسادهم الصغيرة تقاوم البرد قدر احتمالها، ولكن لا بدَّ أن ينهكها المرض نتيجة قلة التدفئة، وقلة الغذاء المناسب ..

رؤيتهم يعانون ويقاومون الصعوبات مع ضعفهم وقلة حيلتهم، تذكرنا بأن هناك واجب لابدّ من القيام به، واجبٌ تدعونا إليه إنسانيتنا وشعورنا بالآخر، وبأن له علينا حق الدعم والمساندة والإغاثة ..

ماذا يمكننا أن نفعل ليكون الشتاء عندهم دافئاً

مع قدوم الشتاء يمكننا تأمين مستلزماتهم الأساسية التي يمكن أن تشكّل الدعم اللازم الضروري لهم ليتمكنوا من الاستمرار، ولتكون حياتهم في فصل الشتاء أقل صعوبةً ومعاناةً ..

لذلك نطلق حملة الشتاء الدافئ، لنمدهم بأهم ما يحتاجونه لتكون حياتهم أقل صعوبة، حيث تتنوع مجالات الإغاثة لتضم مستلزمات الشتاء اللازمة من مدافئ ووقود تدفئة، وكذلك فرشات وبطانيات، وبالطبع كما في كل حملة إغاثية تتواجد الملابس والطرود الغذائية..

 معكم وبمشاركتكم في حملة الشتاء الدافئ، نحاول أن نكون اليد الحانية التي تصنع فرقاً في حياة الأطفال وذويهم في أماكن الأزمات، تصنع لهم فرقاً في الدفء والغذاء ومقاومة صعوبات الشتاء.

تأتي هذه الحملة بعد عدة من حملات الشتاء الدافئ مشابهة نفذناها في عدة مناطق خلال السنوات السابقة، وكان لها أثر كبير على كل المستفيدين منها، حيث أغاثتهم باحتياجاتهم الأساسية التي كانت لهم وسائل مقاومة وصمود في أيام الشتاء القاسية، وهذا الأثر ماكان ليكون لولا أصحاب الخير الذين ساهموا بشكل فاعل فيها بكل ما هو متاح بين أيديهم، فكانت مساهمتهم كالمظلة التي أظلت أهلنا في أماكن الأزمات من عدة صعوبات كانت تواجههم .

ومشاركتكم هذا العام في حملة الشتاء الدافئ الحالية، ستكون كما كانت مشاركاتكم الكريمة الخيّرة في حملات الشتاء الدافئ سابقاً، الطريق للتخفيف عنهم وتقليل معاناتهم، وستكون الدفء الذي ينتظرونه، والحياة الكريمة التي تحتوي أبسط الحقوق الواجبة لكل إنسان، والتي يجب أن يكون لنا يد خير تمتد لتساهم في تأمينها ..