تحفيظ القرآن| خيرٌ عظيم وأجرٌ مستدام 

كتاتيبُ تحفيظ القرآنِ الكريم، كانت مؤسساتٌ بمنزلةِ المدارسِ في عصرنا الحالي، وكانَ لها أكبرُ الأثرِ في الحفاظِ على اللغةِ العربيةِ وانتشارها، وكذلك تعلُّمِ الكتابة، والقراءةَ الصحيحةَ، و تعاليمَ الدينِ الأساسيّة..

وقد خرَّجت تلكَ الكتاتيبُ حُفَّاظاً وقُراءً وعلماءً كبار أثبتوا تميزَهُم وتَوَقُّدَ ذاكِرَتِهِم بسببِ حفظهم القرآنَ الكريمَ، وأخذهم علومه غضّةً طريّةً منذُ نعومةِ أظفارِهِم ..

مشروع تحفيظ القرآن الكريم .. لماذا؟ 

اليوم تقومُ مراكز تحفيظ القرآنِ الكريمِ مقامَ الكتاتيب سابقاً، تُعنى بكتابِ الله تعالى، حفظًا، وتلاوةً، وتطبيقًا وتعملُ على تحفيظ القرآن الكريم، ونشرِ علومِه لكافةِ فئاتِ المجتمع من خلالِ برامجَ ودوراتٍ متنوعةٍ ومتكاملة، يتمُّ تنفيذَها من قِبلِ كفاءاتٍ متخصصة ..

لذلك تحرص جمعية وجدان على مشروع تحفيظ القرآن الكريم، و تعتني به عناية خاصة، تتمثل في كفالة حلقات تحفيظ القرآن وتعلُّم تلاوته وإدراك معانيه، وذلك لفئات المجتمع الأكثر احتياجاً وقدرة على التعلم، وهم فئة الأطفال والشباب من سن الثامنة إلى سن السادس عشر..

ويتم تطبيق مشروع تحفيظ القرآن الكريم من خلال توفير كفالة حلقة تحفيظ يلتحق بها على الأقل 15 من الطلبة المهتمين بحفظ وتعلم القرآن الكريم، بحيث يجتمع الطلبة مع من يقوم بمهمة تحفيظ القرآن الكريم لهم في المساجد، ليتعلم الطالب ما لا يسعه جهله من أمور دينه ودنياه، مهتديا بنور القرآن الكريم، وساعياً للاقتداء بسنة الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم..

مشروع تحفيظ القرآن الكريم يسعى لسداد ثغر مهم من ثغور بناء المجتمع، ويحاول أن يقوم على احتياجات طلبة حلقة تحفيظ القرآن واحتياجات المحفظ ما أمكن ذلك ..

تم إنشاء مشروع تحفيظ القرآن الكريم في محاولة لتكميل مسيرة كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم التي كانت سابقاً، وذلك لما كانت هذه الكتاتيب تلعبُه من دورٍ عظيمٍ في الحفاظِ على هويةِ المجتمعِ الإسلامية، ورَبطِ الأجيالِ الصاعدةِ بكتابِ الله تعالى وعلومهِ..

مشروع تحفيظ القرآن الكريم .. أين يتم ؟

تحرص جمعية وجدان على سد الاحتياجات التي ترصدها في أماكن تنفيذ مشاريعها، حيث الاحتياج الأكثر والوضع الأصعب، وهي مناطق الأزمات التي مازالت ترزح تحت الصراعات منذ سنوات عديدة، حيث تنفذ جمعية وجدان مشاريعها في فلسطين، الشمال السوري، واليمن .. 

وقد اختارت وجدان هذه المناطق لتنفيذ مشروع تحفيظ القرآن الكريم لما تعانيه من أزمات عديدة أهمها الأزمة الاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها، وحرصاً من جمعية وجدان على أن تكون عاملاً مساعداً يعين الناس في هذه المناطق على الاستمرار، وفي أن تسهل لهم بعضاً من الصعوبات الحياتية الكثيرة التي يعانون منها، فقد اهتمت بأن تولي حلقات تحفيظ القرآن في هذه الأماكن اهتمامها لتكون معيناً في سد الثغر التعليمي الذي يزداد الوضع فيه سوءاً مع مرور الوقت ، و اشتداد الأزمات وطولها ..

مشروع تحفيظ القرآن الكريم .. كيف يتم؟ 

يبدأ مشروع تحفيظ القرآن بوضع تصور عام للمشروع وتحديد كل تفاصيله، ثم تتم عملية اختيار الطلبة الذين سيستفيدون من حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وكذلك يتم اختيار المحفِّظ ليشرف على الطلبة ويتابع مسيرتهم التعليمية في علوم القرآن والحفظية في برنامج تحفيظ القرآن، على إثره يتم البدء يتنفيذ المشروع على أرض الواقع وتنسيب الطلاب لحلقات تحفيظ القرآن الخاصة بهم، وعند نهاية البرنامج يتم عمل حفل تكريمي للطلبة، يرافق ذلك كله توثيق إعلامي كامل للمشروع، وفي النهاية لا بدَّ من إعداد التقرير الختامي للمشروع ..

خطوات متتالية متتابعة تتمثل عملياً بطلبة متميزين على أرض الواقع، وكذلك تتمثل لمن يساهم في دعمها والمساهمة بها بإذن الله أجراً وخيراً دائماً مستديماً طالما استدامة المشروع لم تتوقف ..