شتاء قارص وكارثة

لم يعد يخفى على أحد، الظروف المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة، في ظل الحرب، وشح المياه الصالحة للشرب، وانعدام الوقود، وانقطاع الكهرباء والاتصالات، ونقص الإمدادات الغذائية، واستخدام سلاح التجويع كما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في 18 ديسمبر الجاري، وهو ما وصفته بأنه جريمة حرب. 

يأتي الشتاء يفاقم تلك الأوضاع، فلا مسكن ولا مأوى، للنازحين سوى الخيام، التي تغرقها الأمطار، مما يجعل النازحين يعيشون ظروفا صعبة للغاية لا يمكن أن تصفها الكلمات.

فالخيام لا تقيهم البرد، وكل ممتلكاتهم التي حصلوا عليها بصعوبة، سواء بعد قصف منازلهم، أو تركها هربا من القصف، أغرقتها الأمطار.

أوضاع تفوق قدرة البشر:

يضطر النازحون مواجهة ظروف مأساوية وكارثية، فهم يواجهون الحرب، والجوع، والعطش، البرد والمطر، وشح المستلزمات الطبية، وانتشار الأمراض والأوبئة، وانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات والوقود، حياة بلا مأوى، وبلا مسكن، وبلا طعام ومياه صالحة للشرب، وبلا أدنى مقومات الحياة، ما يجعل حياة النازحين في غزة تفوق قدرة تحمل البشر.

هذا الدمار الهائل في البنية التحية، والكارثة الإنسانية غير المسبوقة، يحتم علينا إنسانيا وأخلاقيا ومجتمعيا، مساعدتهم وإنقاذهم، وتكاثف الجهود لتقديم كل أنواع الدعم اللازم لمساعدتهم، على تخطي هذه المرحلة من الظروف القاسية والكارثية، التي لا يتحملها البشر.